الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم "روديو" في قسم "نظرة ما" لمهرجان كان: أول عمل طويل للمخرجة الفرنسية لولا كيفورون

نشر في  20 ماي 2022  (10:31)

بقلم الناقد السينمائي طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان

يروي الشريط قصّة فتاة مولعة بركوب الدراجات النارية، نشاط ذكوري خالص. ترتكز بنية العمل على الجرأة التي تدخل بها الفتاة عالما مغلقا، عنيفا، موصدا أمام الفتيات، تصطدم بمضايقات متزايدة وتعرض حياتها للخطر لكن ذلك لن يصدّها عن شغفها.

فتاة (المخرجة لولا كيفورون، وهي من خريجات المدرسة العليا للسينما بباريس الفيميس) تلازم فتاة (الشخصية الرئيسية، جوليا) في تحركاتها، مسجلة أبسط جزئيات تصرفاتها كأنها ظلّها. الكاميرا محمولة على الدوام، تذكر بطريقة الأخوين داردان في "روزتا" مع الفارق أن المنظور نسوي. نسق ديناميكي مضاعف. أولا بفعل طريقة التصوير هذه وثانيا بسبب طبيعة النشاط ذاته وما يتسم به من سرعة.

اللافت هو المهارة التقنية الفائقة في مواكبة الحركة والتي تقتضي أيضا قبول مخاطر السرعة المطلوبة للقرب من الشخصيات. كالعديد من الأعمال الشابة في فرنسا، جانب الوثائقي مهمّ جدّا في الشريط، ولكنه مرتبط عضويا بالقدرة على تجاوز حدود نواميس التصوير المعهودة. هنا أيضا يمكن قراءة اختيار الشريط في قسم هام من الأقسام الرسمية للمهرجان (قسم "نظرة ما"): ما يرويه الشريط يمثل نوعا من المجاز (Comme une allégorie) لوضع المرأة في السينما وفي الوقت ذاته في المهرجان بالتحديد.

كثرت التعاليق حول النسبة الضعيفة للنساء المخرجات في مهرجان كان، وتأخّر إدارة المهرجان في هذا المجال. اختيار "روديو" هو إجابة على هذه الانتقاد، هو نتيجة مجهود المنظمين وفي الوقت ذاته موضوعه يحكي بل يحاكي القضية ذاتها : كيف الولوج لعالم عنيف مغلق أمام النسوة.

Frémaux auto-ironique ?

ملخص القول هو، خلافا لما يعتقده بعض المتابعين السذج، مهرجان كان يرتكز في جلّ اختياراته على استراتيجيات ثقافية مجتمعية سياسية أكثر من اختيارات فنيّة مطلقة. أمر لا بدّ من اعتباره. ثم مناقشته...

الدليل كنّا قدمناه البارحة : لو كانت نيّة فريق المهرجان اختيار شريط تونسي عن الثورة لكان ذلك في غاية السهولة نظرا لكثرة العرض وأهمية الأفلام التي قدمها عدد من الشباب التونسي منذ 2011.